[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
رام الله - فلسطين برس - اعتبر الكثيرون منا جواز السفر الفلسطيني إنجاز وطني للاعتراف بهويتنا الفلسطينية على طريق بناء الدولة الفلسطينية بعد تعدد وثائق السفر التي كنا نحملها كفلسطينيين نتيجة وجودنا تحت الاحتلال الإسرائيلي الذي يرفض أي مظهر يدل على هويتنا الفلسطينية.
ولكن بعد ما يقارب العقدين من الزمن على إصدار جواز السفر الفلسطيني لا زال هذا الجواز لا يحظى باحترام في معظم الدول العربية، وحامله لا يحظى بحسن المعاملة في المطارات العربية، لا بل هناك بعض الدول العربية التي لا تعترف به نهائياً، وإن قُدر ووجد الفلسطيني فرصة عمل بأيٍ من هذه الدول عليه الحصول على جواز سفر أردني لدخول هذه الدول كما هو الحال في بعض دول الخليج.
ولكل فلسطيني يدخل مطاراً عربياً له قصة مع أجهزة الأمن العام، وأجهزة المخابرات في مطارات العرب، وكل هذه المعيقات التي يعاني منها الفلسطيني سرعان ما تختفي إن كان يحمل أي جواز سفر أجبني إلى جانب جوازه الفلسطيني.
زاهي شاب فلسطيني يحمل الجنسية الألمانية إلى جانب جنسيته الفلسطينية، شعر بفارق الاحترام والأفضلية لجواز السفر الألماني الذي يحمله على جوازه الفلسطيني، وهذه المفاضلة والاحترام لجواز السفر الألماني على الجواز الفلسطيني لم تكن في أحد المطارات الأوروبية، بل كانت في مطار عربي ألا وهو مطار القاهرة الدولي، ويقول زاهي عن تجربته مع جواز السفر الفلسطيني:
'كنت محاضراً في جامعة 'دورتموند' في مادة أنظمة الإعلام في العالم العربي لطلبة جميعهم يحملون الجنسية الألمانية ،بروفسور ألماني زميلاً لي اقترح أن نسافر لبلد عربي ونطلع على أنظمة الإعلام العربي عن قرب، وكان الاقتراح أن يكون السفر لجمهورية مصر العربية لأنها مش معقدة، ولديها انفتاح'.
وتابع صديقي حديثه عن استعدادات السفر لقاهرة المعز لغاية الإطلاع على أنظمة الإعلام فيها بقوله:' استفسرت عن إجراءات السفر، الجميع حكوا ما في مشكلة، وسفري حيكون بدون مشاكل، وبعديها جبت دعوة من الجامعة الأمريكية في القاهرة، وكمان تعهد من جامعة 'دورتموند' إني راجع للعمل فيها، ومع هذه الوثائق، قدمت طلب الفيزا وحجزت التذكرة لأني توقعت إنهم يوافقوا، وبعدين تفاجآت إنهم رفضوا الفيزا تبعتي، بينما دخل الألمان القاهرة وطبعوا الفيزا في المطار'.
حال صديقي زاهي تغيرت وتبدلت بعد أن حصل على جواز السفر الألماني، فبعد حصوله على جواز السفر الألماني دخل مصر معززاً مكرماً وليس بفيزا عادية بل بفيزا 'بزنس'، وما لم يستطع صديقي الإجابة عليه وتفسيره هو استغراب وتساؤلات طلبته الألمان في الجامعة الذين صعب عليهم استيعاب وفهم كيف يرفض العربي من دخول بلد عربي ثاني بينما يدخلها الألمان دون معيقات.
هذه القصة أعادت لذاكرتي كيف تم التعامل معنا في مطار رفيق الحريري الدولي في العام الماضي، وكنا حينها سبعة فلسطينيين ستةٌ منا يحملون الجواز الفلسطيني وسابعنا يحمل الجواز الأردني وبرقم وطني، وكيف مر زميلنا الحامل للجواز الأردني بكل سهولة ويسر، ونحن اضطررنا للانتظار حوالي النصف ساعة ونحن نجلس على مقاعد جانبيه لحين استكمال إجراءات دخول العاصمة اللبنانية، وخلال جلوسنا كان ينظر في وجوهنا كل قادم للبنان وكأننا مجموعة من المتهمين، وحقيقة الأمر أن تهمتنا الوحيدة جواز السفر الفلسطيني الذي نحمله.
وقبل وصولنا إلى بيروت كان علينا الحصول على موافقة مسبقة من جهاز الأمن العام اللبناني ، وهذه الموافقة تطلبت الحصول على ما يعرف بإثبات إقامة في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية والتي تصدرها وزارة الخارجية الفلسطينية وثبت أن لنا حق بحرية العودة لها.
في الوقت الذي يتعرض فيه المواطن الفلسطيني لكل هذه المضايقات في المطارات العربية نرى قادتنا السياسيين يسرحون ويمرحون في العواصم العربية دون التطرق أو الإشارة لما يتعرض له مواطنيهم من مضايقات وانتهاكات لحقهم الحر بالحركة والتنقل بين العواصم العربية، وليس هذا فقط بل نجدهم يشيدون بمناسبة وغير مناسبة بمستوى العلاقات الفلسطينية مع هذه الدولة العربية أو تلك متناسين هموم المواطن الفلسطيني في هذا البلاد.
في المقابل نحن لا ننكر حق أي دولة عربية بوضع الإجراءات والتعليمات لدخول حدودها من أجل الحفاظ على أمنها، ولكن المرفوض أن تكون هذه الإجراءات لجنسيات عربية دون غيرها، وخاصة لنا نحن الشعب الفلسطيني الذي نعاني الاحتلال والحصار منذ سنوات طويلة.
وإن بقي هذا الإهمال الرسمي الفلسطيني لواقع ومستوى التعامل مع حامل الجواز الفلسطيني ما علينا إلا التوجه للشبكات الاجتماعية لإثارة هذه القضية إعلامياً، والعمل على حشد رأي عام عربي لنصرة الجواز الفلسطيني في ظل رفضه من المستويات العربية الرسمية.