مشهد مؤلم سطرته أنامل القدر

مشهد مؤلم سطرته أنامل القدر
وقامت المشاعر بالدور على خشبة مسرح الزمن
أبطال المشهد الحقيقيون رجل شامخ وإمرأة طاهره.

تواعدنا أن نلتقي هناك..
في نفس المكان الذي طالما شاركنا أفراحنا وقاسمنا أتراحنا
وعاش معنا كل التفاصيل الصغيره لحبنا النقي

وعندما حانت ساعة الصفر!!
سرت إلى هناك وسارت هي أيضا
وجدتها أمامي تحترق شوقا للقائي
لم تكن تعتاد مني التأخير عن مواعيد غرامنا
ولكنني كنت أسير وقدماي مثقله
كيف لا وأنا على علمٍ يقين إن هذه الليله ستكون آخر ليله
تشهد على التقاء أرواحنا المفعمه بالحب الطاهر العفيف


ووصلت قبلي لأنها هي أيضا كانت تعلم ذلك
لذلك حضرت تسابق الريح لا حبا في النهايه
وإنما خوفا ان تلفظ أنفاسها قبل لقائي
وقبل أن تسمع مني كلمة أحبك لأخر مره


تحت أجنحة ذلك الليل التقينا
مكثنا برهة من الزمن في صمت رهيب
صمت يخفي خلفه براكين من الشوق والوله والألم
قد ثارت ما بين الحنايا..
ماتت الحروف على أطراف شفتينا
واكتفينا بلغة العيون.


إقتربت مني واقتربت أنا منها
وقد باتت صوت التناهيد تعج في ذلك المكان
مدت لي يدها وعينيها لم تفارق عيناي وقد كانت أطراف أناملها
ترتعش من هول الموقف
أمسكت بيدها وبدأت بتقبيلها والدمع يغرق وجنتي
ويغرق يدها..
وخالقي ملامسة يدها ليدي أحب إليّ من الدنيا وما فيها
عانقتها عناق وداع
عناق لم ولن يكون الا لها..
وبعد عناق طويل صرخت بصوت
عم صداه كل العالم
أحبك


أحبك
أحبك
وكادت الروح تخرج مع خر حرف من هذه
الكلمه اللتي لا يعرف حقيقة معناها إلا من عرف حقيقة الحب
وبدأت كل الأشياء من حولنا مشاركتنا هذه اللحظه
فقد شاركتنا السماء بالبكاء
وغرقنا جميعا بين قطراتها وعبراتي
وضمنا الليل ضمّت عطف وصفقت أوراق الشجر
لحبنا الذي لن تشهد الحياة حبا مثيلا له..


وانصرفنا وكل منا يناظر في الأخر حتى اختفينا في عتمة ذاك الليل الشاحب
وبعدها وضعت قلبي في حقيبة الأمنيات
وعلى طريق الهيام سرت حتى وصلت الى مطار الحب
قطعت تذكرة الألم
وامتطيت طائرة الوداع
ورحلت
ورحلت
ورحلت
إلى عالم الجنون