والغسل
للعيد سنة مؤكدة في حق الجميع الكبير، والصغير الرجل، والمرأة على
السواء. ويجوز الغسل للعيد قبل الفجر في الأصح على خلاف غسل الجمعة.
جاء
في كتاب المغني لابن قدامة الحنبلي: يستحب أن يتطهر بالغسل للعيد، وكان
ابن عمر يغتسل يوم الفطر، روى ابن عباس، "أن رسول الله كان يغتسل يوم
الفطر والأضحى."
وروي أيضا "أن النبي قال
في جمعة من الجمع : إن هذا يوم جعله الله عيدا للمسلمين، فاغتسلوا، ومن
كان عنده طيب فلا يضره أن يمس منه، وعليكم بالسواك. " رواه ابن ماجه.
ويستحب أن يتنظف، ويلبس أحسن ما يجد، ويتطيب، ويتسوك.
الإفطار قبل الصلاة
كذلك فإن من السنة أن يبادر المسلم إلى الإفطار قبل الخروج إلى الصلاة على تمرات يأكلهن وترًا؛ فعن أنس- -
قال: كان النبي لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وترًا" رواه البخاري وأحمد.
صلاة العيد
من
السنة أيضا يوم العيد أن يشارك المسلمون جميعاً في حضور صلاة العيد حتى
ولو لم يؤد البعض الصلاة لعذر شرعي. روت أم عطية: أمرنا رسول الله ـ صلى
الله عليه وسلم ـ أن نخرج في الفطر والأضحى العواتق والحيّض وذوات الخدور،
فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير، ودعوة المسلمين.
ويصف
لنا جابر بن عبد الله ـ ـ صلاة العيد مع الرسول فيقول: شهدت مع رسول الله
ـ صلى الله عليه وسلم ـ الصلاة يوم العيد، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير
آذان ولا إقامة ثم قام متوكئًا على بلال، فأمر بتقوى الله وحث على طاعته،
ووعظ الناس وذكرهم، ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن.... إلى آخر الحديث.
ويسنّ
كذلك أن يذهب إلى صلاة العيد من طريق، ويعود إلى بيته من طريق آخر؛ لتكثر
الخطوات، ويكثر من يشاهده فعن جابر—قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا كان يوم عيد خالف الطريق" رواه البخاري.
وصلاة
العيد ركعتان، يكبر في الأولى سبعًا سوى تكبيرة الإحرام يرفع يديه فيها،
وفي الثانية خمسًا سوى تكبيرة القيام، وتجوز جماعة، وعلى انفراد، ووقتها
ما بين طلوع الشمس وزوالها. ويجهر بالقراءة فيهما، ويسن أن يقرأ فيهما بعد
الفاتحة بقاف والقمر، أوبسبح والغاشية. ويخطب الإمام بعدهما خطبتين، يكبر
ندبًا في افتتاح الخطبة الأولى تسعًا، ويكبر في افتتاح الثانية سبعًا. أما
حكم صلاة العيد فهي فرض كفاية، وقيل سنة مؤكدة.
أحكام عيد الفطر وآدابه : فأولها التكبير يوم العيد ويبتدأ من ثبوت العيد وينتهي بصلاة العيد. وقد قال الله تعالى (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(البقرة الآية185) وصيغة التكبير الثابتة عن الصحابة رضي الله عنهم : (الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيراً) و (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد) ويحسن
الاقتداء بها وما عدا ذلك من صيغ التكبير والزيادات التي نسمعها في كثير
من المساجد فلم أقف لها على إسناد. 2) الاغتسال لصلاة العيد ولبس أحسن
الثياب والتطيب لذلك. 3) الأكل قبل الخروج من المنزل على تمرات أو غيرها
قبل الذهاب لصلاة العيد الفطر. 4) الجهر في التكبير في الذهاب إلى صلاة
العيد. 5) الذهاب من طريق إلى المصلى والعودة من طريق آخر. 6) صلاة العيد
في المصلى هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحرص عليها وادع لها، وإن
صليت في المسجد لسبب أو لآخر جاز ذلك. 7) اصطحاب النساء والأطفال
والصبيان دون استثناء حتى الحيض والعواتق وذوات الخدور من النساء كما جاء
في صحيح مسلم عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ أَمَرَنَا
تَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُخْرِجَ فِي
الْعِيدَيْنِ الْعَوَاتِقَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ وَأَمَرَ الْحُيَّضَ أَنْ
يَعْتَزِلْنَ مُصَلَّى الْمُسْلِمِينَ. أداء صلاة العيد ركعتان يكبر في
الأولى سبع تكبيرات غير تكبيرة الإحرام وفي الثانية خمس تكبيرات قبل
الفاتحة أيضاً، ويقرأ الإمام فيهما سورة الأعلى والغاشية كما في صحيح مسلم
عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ وَفِي الْجُمُعَةِ
بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ.
9) الاستماع إلى الخطبة التي بعد صلاة العيد سنة ومن لم يحضر الخطبة وقام
بعد الصلاة فلا ضير عليه. 10) التهنئة بالعيد ثابتة عن الصحابة رضي الله
عنهم، ولم تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح وأما عن
الصحابة فعن جبير بن نفير قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
التقى يوم العيد يقول بعضهم لبعض : "تقبل منا ومنك" قال الحافظ ابن حجر
العسقلاني رحمه الله إسناده حسن. واحرص أخي المسلم على اجتناب البد
والمنكرات في كل حين إذ " كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في
النار" كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن
بدع العيد : 1) التكبير بالعيد بالمسجد أو المصلى بالصيغ الجماعية على
شكل فريقين يكبر الفريق الأول ويجيب الفريق الآخر إذ هذه طريقة محدثة
والمطلوب أن يكبر كل واحد بانفراد ولو حصل اتفاق في ذلك فلا ضير، وأما على
الطريق المسموعة يكبر فريق والآخر يستمع حتى يأتي دوره فهي بدعة. 2) زيارة
القبور يوم العيد وتقديم الحلوى والورود والأكاليل ونحوها على المقابر كل
ذلك من البدع والمحدثات لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما
زيارة القبور من غير تقييد بوقت محدد فهي مندوبة مستحبة لقول رسول الله
صلى الله عليه وسلم " زوروا القبور فإنها تذكركم بالآخرة ". 3) تبادل
بطاقات التهاني المسماة (بطاقة المعايدة) أو كروت المعايدة من تقليد
النصارى وعاداتهم ولقد سمعت شيخنا العلامة الألباني تغمده بالرحمة نبه على
ذلك فاحرص أخي المسلم على مجانبة طريق المغضوب عليهم والضالين ولتكن من
الصالحين السائرين على الصراط المستقيم.
ومن
معاصي العيد : 1) تزين بعض الرجال بحلق اللحى إذ الواجب إعفاؤها في كل
وقت والواجب أن يشكر المسلم ربه في هذا اليوم ويتمم فرحه بالطاعات لا
بالمعاصي والآثام. 2) المصافحة بين الرجال والنساء الأجنبيات (غير المحارم)
إذ هذا من المحرمات والكبائر وقد جاء في الحديث الصحيح كما في المعجم
الكبير للطبراني وغيره :"لأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لا تَحِلُّ لَهُ". 3)
ومن الإسراف بذل الأموال الطائلة في المفرقعات والألعاب النارية دون
جدوى، وحري أن تصرف هذه المبالغ على الفقراء والأرامل والأيتام والمساكين
والمحتاجين وما أكثرهم وما أحوجهم ! 4) انتشار ظاهرة اللعب بالميسر
والمقامرة في بعض الدول يوم العيد، وخاصة عند الصغار، وهذا من الكبائر
العظيمة فعلى الآباء مراقبة أبنائهم في هذه الأيام وتحذيرهم من ذلك
نقلته للفائدة ..
تحيتي