مساءٌ و سماء ْ
...
...
تأملتُ يومـًـا في الليلِ شكلَ السماء ْ
أمرٌ غريبٌ أثارَ حيرَتــِي
إنه ُمنتصفُ الشهرِ الليلة َ
و لا قمرَ في العـُـلا
كيفَ من كلِّ النواحي ينبثقُ الضياء ْ !
أخذتُ أفكرُ و أفكرُ
ما سرُّ ذلك َ
لماذا نــُسِـــجَ من عَسْجَدٍ هذا المساء ْ ؟
وجهُ السماءِ بلا نجوم ٍ
لكنهُ براقٌ كصفيحةٍ من مَرمَر ْ
مشرقٌ كضوءِ الشمسِ بلْ و أكَثر ْ
لوحةٌ دبتْ فيها الحياةُ و سرتْ فيها الدماء ْ
غَرِقْتُ في حيرةٍ بلا منقذ ٍ
تاهت ْ من حوليَ الأفكارُ
أنادي و أسألُ .. بلا أَثرٍ
ليلٌ .. و الليلُ منهُ براء ْ
حتى أتاني نسيمٌ يعـْـبـَـقُ بأنفاسِك َ
و تسلــَلَّ لقلبي يــُـقْـرِئُني سلامــَك َ
فأدركتُ السرَّ حينها ليسَ لهُ كِفَاء ْ
من غيرُكَ يجعلُ في الليل ِ فجرًا ؟!
من غيرُكَ ينثرُ في الأرجاءِ سِحْرً ا ؟!
كأنكَ في الأرضِ أملٌ فيهِ للدنيا الشفاء ْ
و أنا أقفُ بعيدًا أُحْصِي المسافةَ
و الثواني تمضي متثاقلةَ الخُطَى
أجرُّ أذيالَ الحزنِ خلفي
تمرُ صورتـُـك أمامي كأنها لدائي الدواء ْ
أيا قدرُ ويحكَ
سهرتُ الليلَ كُـلَّهُ مرةً ثُمَّ مرة ً
و لا شقاءَ .. و لا شفاء ْ ..!
...
...
زارني الفجرُ تلكَ الليلةَ متخفيــًا :
فوقَهُ عباءةٌ حاكَهــَا من نظراتــِكَ
و تاجٌ يـــُشِـــعُّ حُسْنــًا مرصعٌ بعبراتــِكَ
يشكوكَ إليَّ يا نورَ السَحَر ْ
أخذَ يتحدثُ عنكَ آسفـــًا :
سلهُ أن يُخفِفَ عني
فلستُ أطيقُ عظيمَ نورِه
و لا النجومُ تطيقُ و لا القمر ْ
كأنهُ الدرُّ في خِدْرِهِ كامن ٌ
كأنَّ الكمالَ بقربــِه ساكن ٌ
كأنهُ سيلٌ من أَنـــْهُـرِ الجنةِ انحدَر ْ
سلهُ بربكَ أن يرحمَ ضعفنا
سلهُ بربكَ فقدْ أدركنا أنَّ القربَ من وجههِ خطر ْ !!
هي هكذا حالُ السماءِ حين ارتسمت ْ في عينــِكَ
هي هكذا حالُ الأرضِ حينَ حملَتْ مِثلـَـك َ
هي هكذا الأنوارُ في ليالٍ يـُـغـَــلفُهـَـا السَمَر ْ
و ما بيدي أن أحْصُرَ اسمَــكَ
لا بقصيدة ٍ
و لا بإلياذة ٍ
لا بتعويذة ٍ
و لا بقصة ٍ
لا بحب ٍ
و لا بسحر ٍ
لا بشرقٍ
و لا بغربٍ
لا بأمثالٍ
و لا بِصُور ْ
عــفــوَكَ سيدي
أنت َمنبعُ ذلكَ كُلِه ِ
أنت أَجملُ أحْكَامِ القَدَر ْ ..!
اهــــــداااااااااااااااااااااء الى ساكن قلبــــــــــى !