اعْتَادَ أن يقول لها في كُلِّ مَرَّة: هذه المرأة بيني وبينها مودَّةٌ خالصة. واعتادتْ أن تُجيبه: أنتَ بينكَ وبين كُلِّ نساءِ العالَمينَ مَوَدَّةٌ خالصة..!! فيضحكُ من أعماقِ قلبه. ......... كانت تَغارُ عليه. وكانَ يَتَفَنَّنُ في إشعالِ نارِ غيرتها. حين انتهى ما بينهما وافترقا بقيا كَضِفَّتَيْ نَهْرٍ يُباعدُ بينهما الماء، ويَصِلُ بينهما ...الماءْ. بَدتْ هي مهمومةً دوْماً وشاردةً وفاترةَ الإحساسْ. وظَلَّ هو يتنقَّلُ من امْرأةٍ لأُخْرَى، ومع كُلِّ فراقٍ يَتَذَكَّرها ويسْتَحْضِرُ ما بينهما، فيداهمه سؤالُه المُعَلَّقُ أبداً بغير جوابْ: لماذا..؟! لماذا حين يكون حُبُّنا صادِقاً.. يُصبحُ مُستحيلا..؟